top of page
Search
Writer's pictureGrotius - Center for International Law and Human Rights

بايدن، ترامب، والظل: سياسة الادارة الأمريكية المرتقبة


2 كانون ثان 2021


بايدن، ترامب، والظل: سياسة الإدارة الامريكية المرتقبة

مروان دلال


تواجد جو بايدن في الكونجرس الأمريكي منذ العام 1973 كنائب عن ولاية ديلاور التي تجسد الملل الأمريكي بامتياز. يعد على التيار المحافظ، بمفاهيم أمريكية، في الحزب الديمقراطي. يفتخر كسياسي مدني احتضان المؤسسة العسكرية له ويجاهر في الحيز العام الأمريكي بسياساتها المدمرة والمضمرة دوليا. بكلماته "It's my mess" ("انها فوضتي"). تجندت نخب مؤسسة الحزب الديمقراطي الى جانبه لصد تصاعد تأثير بيرني ساندرز الذي أمضى جل عمله السياسي من خارج الحزب وتقدميين أمريكيين اخرين من داخله. يعتقد بايدن والمركز الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بأن الطبقة الوسطى، شركات وول ستريت، والمؤسسة العسكرية يشكلن قاعدتهم الانتخابية. يداعبون سياسات الأثنية داخل الولايات المتحدة من خلال بعض التعيينات الوزارية. في بعض الأحيان تعدى خطاب ترامب اليميني عن حقوق الطبقات والمجموعات المستضعفة برنامج بايدن السياسي الذي ركز على أداء إدارة ترامب خلال أزمة الكورونا وهي مزيج من الانفلونزا ما قبل التطعيم، استنفار علم الجراثيم، والعبء المادي. من يتابع تاريخ الولايات المتحدة الاقتصادي يكتشف انه بمعدل كل عقد من الزمان تبرز أزمة مالية ذات اسقاطات دولية.[1]


أفرز البون في الخطاب السياسي بين ترامب وبايدن نتائجا قد تبدو غريبة في بعض الولايات ولوم متبادل بين الفرقاء داخل الحزب الديمقراطي. تجنب بايدن تعيين أي شخصية سياسية معارضة لوول ستريت والجيش في ادارته غير مكترث بالإسقاطات السياسية داخل الحزب الديمقراطي مستفيدا من انشغال الأمريكيين بأزمة الكورونا النقدية. النتيجة أن بايدن استغل الأزمة انتهازيا مرتين: ضد ترامب دون أن يقدم اي برنامج لا ينحني لوول ستريت ومقابل خصومه في الحزب الديمقراطي. نجح في المرة الثانية فقط. لا مبادئ سامية في السياسة الأميركية ومن يعتقد غير ذلك سيتفاجأ باستمرار. تختفي برودة الأعصاب في التحليل السياسي اليومي في أمريكا وتستحوذ هواية اللوم وتصفية الحسابات على معظم الأطراف.


على الرغم من أزمات سياسية عديدة ألمت به داخل الولايات المتحدة حقق دونالد ترامب إنجازا في الانتخابات من حيث عدد المصوتين والفئات التي صوتت له. تجاوز تنحيته اجرائيا في الكونجرس (impeachment)، تقرير مولر عن فساده، وعلاقاته المثبتة مع الجريمة المنظمة في كوكب الكازينوهات الأمريكي. صعد ترامب الى الحكم مستندا الى خطاب يميني متطرف ضد المهاجرين وخففه عند الانتخابات الرئاسية الأخيرة. كفرد ترامب نرجسي ما يعنيه مصالحه العقارية لا غير. اتسم اداءه بالاعتباطية وادعاء البطولية مما ساهم في استحواذه على عقول ومخيلة عدد لا بأس به من الأمريكيين، ولا يوجد لكاتب هذه السطور أي تفسير لذلك. حالة الاحباط منتشرة وليست حديثة في المجتمع الأمريكي تنبت الحاجة الى دعم نفسي حقيقي (في العيادة) أو موهوم (جماعي)، خاصة لدى الرياضيين. كما تحتوي قاعدة الحزب الجمهوري منذ فترة ليست وجيزة على شريحة واسعة من المتدينين الذين يؤمنون بمعتقدات تفوق بمحتواها وخطورتها البعد الروحي للايمان في كل مناطق العالم. وزير الخارجية بومبيو يمثلهم برلمانيا وعقائديا. قاد ستيف بانون خطاب حملة ترامب الرئاسية في العام 2016 وأقر، كبايدن، بفوضوية سياسة الولايات المتحدة الخارجية في مقابلة مطولة مع قناة PBS الأمريكية من العام 2019. بمصطلحاته "worldwide chaos" ("فوضة كونية").

تبعا لبانون، فان الأمريكي البسيط لا يهتم بالسياسة الخارجية وانما يشغل باله بوضعه الاقتصادي الاني ولذلك يسهل تحريضه ضد أي فئة محلية أو دولية يتم تشخيصها كمن تهدد مصالحه. اختار ترامب ومستشاروه مهاجمة المهاجرين محليا والصين دوليا كتهديد من هذا الصنف. أثار اعلان ترامب الاعلامي وجوب سحب الاستثمارات الامريكية من الصين حفيظة طبقة شركات وول ستريت من الحزبين الديمقراطي والجمهوري الذين يحبذون بيئة تزيد من الاستثمار والارباح كما يرفضون أي تعديل لواجباتهم الضريبية وحقوق من يعمل في هذه الشركات.


تعاني السياسة الخارجية الأمريكية من حالة انفصام واضطراب مستدامة، وليس فقط في فترة شن الحروب كغزو العراق غير المبرر قانونيا وسياسيا في العام 2003 الذي أيده بايدن بحيوية فائقة. شقان يعرفانها. الأول خفي، خبيث، وثابت غايته تأجيج الفوضى والحروب التقليدية والأهلية بواسطة وكالة الاستخبارات المركزية (CIA). يعتمد هذا المسار على اغواء مادي لشخصيات متنافرة عادة في أجهزة استخبارات دول مستغلا عداءات طائفية، قبلية، سياسية، وشخصية.[2] كنية النهج الهالك في القاموس السياسي الأمريكي المصيدة (trap)، لأنه يوقع بين طرفي نزاع. يستفيد البعد التخريبي في السياسة الخارجية من حصانة شبه مطلقة في النظامين السياسي والقانوني داخل الولايات المتحدة ويشكل جزءا من تعريف الدولة الأمريكية لنفسها. لا يحتاج الى حفريات تاريخية للعثور عليه. يمكن استخلاصه من خلال مقابلات مع أبرز القضاة في الولايات المتحدة كتلك التي أجريت مع القاضي روبرت بورك في العام 1988. هو سري من حيث إمكانية محاسبته ولكنه جلي في الثقافة السياسية، القانونية، الأكاديمية، الإعلامية، والترفيهية الأمريكية.


الشق الثاني للسياسة الخارجية الأمريكية دبلوماسي يخضع تطبيقه لمن يشغل منصب وزير الخارجية واعتباراته السياسية الحزبية داخل الولايات المتحدة في حال وجود قوى ضاغطة. إذا لم تحضر القوى المستقوية بتأثيرها، تنقسم الدبلوماسية الأمريكية الى فريق يؤيد الانفرادية في الشأن السياسي العالمي، الامتناع عن الالتحاق باتفاقيات دولية، وتجنب احترامها وفريق مقابل يحاول أن ينحو منحى معاكسا.


تتوقع السياسة الخارجية الأمريكية ممن هو ليس أمريكيا أو دبلوماسيا أن يتغاضى عن الشق التدميري في سياستها وأن يقدر البعد الديبلوماسي في صيغتيه الانعزالية والتحالفية. إذا تم مواجهة صحفي أو أكاديمي أمريكي من طراز توماس فريدمان ونوح فلدمان بحقيقة دولتهما يتكون الرد المرتقب من ثلاث مراحل متناقضة: أولا، الانكار والمفاجأة من المساءلة؛ ثانيا، الاعتراف، التبجح بالتدمير، والتهرب من المسؤولية؛ ثالثا، الادعاء ان عنف دولتهما موجه ضدهما أيضا كجزء من المنظومة السياسية السائدة في الولايات المتحدة. الدولة الأمريكية قوية عسكريا، معتوهة استخباراتيا، ومختلة دبلوماسيا.

من منظور المؤسسة العسكرية الأمريكية اسرائيل حليف استراتيجي في المنطقة. يبلغ الانفاق العسكري الإسرائيلي السنوي 20 بليون دولار، أكثر من ضعف الانفاق العسكري السنوي للدول العربية المحيطة مجتمعة (الأردن، مصر، لبنان، وسوريا)، ويفوق مجموعه أذا أضفنا سائر الدول العربية في شمال أفريقيا وشرقها (المغرب، تونس، الجزائر، ليبيا، السودانيان، الصومال، موريتانيا، وجيبوتي). تحصل إسرائيل على دعم عسكري من الولايات المتحدة بقيمة 38 بليون دولار لعشر سنوات ابتداء من العام 2016، فضلا عن تصديرها أسلحة الى دول فقيرة في افريقيا منكوبة بالحروب الأهلية. جني أرباح في سوق الأسهم من فقاعة الهايتك لا يشرح اقتصاد اسرائيل الحقيقي، ولا في أماكن اخرى، المبني على مركزية تل أبيب وتقلص الانتاج الزراعي باستمرار، الخدمات المصرفية، التأمينات، العقارات، الاتصالات، مشاريع تجارية صغيرة ومتوسطة، القطاع العام، والخدمات الحكومية.


لم تعترف السياسة الخارجية ألأمريكية قط بحقوق الشعب الفلسطيني بل ثابرت على معارضتها في مؤسسات الأمم المتحدة. انتقدت الدبلوماسية الأمريكية في مراحل استثنائية ممارسات إسرائيلية معينة.


التحقت بموقف القانون الدولي بشأن المستوطنات في العام 1979 مقرة مخالفتها للقانون الدولي في القدس الشرقية، الضفة الغربية، وغزة. جرى تناحر كلامي علني بين وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر وشامير ابان الانتفاضة الأولى حول ضرورة وقف بناء المستوطنات في الأراضي المحتلة عام 1967 وتهديد بتجميد الضمانات الأمريكية الاقتصادية في فترة قدوم مهاجرين من الاتحاد السوفييتي سابقا الى إسرائيل ولكن ليس أكثر من ذلك. منذ اتفاق اوسلو في العام 1993 كان موقف الإدارة الأمريكية مؤازرا لإسرائيل دوما وضاغطا على الطرف الفلسطيني ليتنازل بتسارع عن حق تلو الاخر. شمل السلك الدبلوماسي الأمريكي عادة صهاينة أمريكيين نظروا الى الموضوع الفلسطيني كمصدر ثقل أخلاقي على الليبرالية الأمريكية اليهودية يجب اخماده بناءً على مصالح اسرائيل ومنهم دنيس روس، أرون ميلر، ودانييل شابيرو الذين يزاولون التزامهم نحو اسرائيل ما بعد الدوام أيضا. يشكل السفير الأمريكي الحالي لاسرائيل دافيد فريدمان امتدادا طبيعيا وان فظا لهم من حيث ايديولوجيته الاستيطانية الاسرائيلية.

باستثناءات ضئيلة، أساء اليهود الأمريكيين كمجموعات وكأفراد لفهم القضية الفلسطينية في الولايات المتحدة، يمينا ومركزا ويسارا. تجاهلوا الفروقات الدستورية الجوهرية بين دولتهم ومركز عاطفتهم. أسقطوا هويتهم الدينية أو الأثنية من شرق اوروبا الى فلسطين واجتهدوا في نفيها رغم موقعها العربي المعطى. لخصت جولدا مئير رئيسة وزراء إسرائيل في سبعينيات القرن العشرين فكر قطاعات واسعة من اليهود الأمريكيين لا سيما مقولتها المشهورة بأنه لا وجود للشعب الفلسطيني، وهي المولودة في كييف والمهاجرة الى الولايات المتحدة حتى هبوطها في فلسطين. لها شعبية مستمرة في نيويورك. ساهم القاضي شمعون أغرانات، أمريكي الأصل أيضا، بإصدار قرارات في المحكمة العليا الإسرائيلية عن المضمون اليهودي للمواطنة الإسرائيلية مستلهما ارثه الصهيوني في الولايات المتحدة. لم تبحث قرارات أغرانات المفعمة بالصهيونية الأمريكية إسرائيليا بعد بل تم التنظير له كقاض مدافع عن الحريات من قبل الباحثة الإسرائيلية بنينا لاهاف التي تدرس في كلية الحقوق في جامعة بوسطن. يتكلمون عن اللاسامية حتى الصداع، وغالبا يقصدون الدفاع عن اسرائيل.


ما زالت مجموعات ضاغطة كايباك تعرف وعي فئات واسعة من المجتمع اليهودي الأمريكي متمسكة بنهج كتاب جوان بيترز من العام 1984 التي أصرت بأن إسرائيل ضحية عدوانية المنطقة وتجنبت التساؤل حول المفروغ منه ولكن الضروري: هل، تاريخيا، للحركة الصهيونية حق سياسي في فلسطين؟ اجابتي على هذا السؤال هي كلا، قبل وبعد الحرب العالمية الثانية. هل يجب دراسة هذا الموضوع، لا سيما من قبل المتأبطين بالمواطنة الإسرائيلية ليس لإحاطتها بنا فحسب وانما أيديولوجيا أيضا، لأهميته وعلى اثر التطورات البحثية الإسرائيلية الرجعية: بيني موريس الولي المتقلب لتاريخ الفلسطينيين اسرائيليا، وحاييم غانس مؤسس نظرية واجب الفلسطينيين الأخلاقي تقبل الصهيونية بناءا على أداء دول في أماكن اخرى؟ الجواب بالطبع نعم. هل يمكن اجراء هذا البحث في الحرم الأكاديمي الاسرائيلي الذي تفوق مساحته النقدية بقليل تلك التي منحت لليلى نجار وسلمون منير في تلفزيون اسرائيل قبل أربعة عقود؟ ولماذا يجب الجري خلف أكثر النقديين راديكالية في اسرائيل لدراسة البديهي جغرافيا، ديموغرافيا، وسياسيا؟


تقلص نفوذ ايباك بعض الشيء، الا أن حضوره في الحلبة السياسية ما زال طاغيا. يحتل مكانة في مركزالخارطة السياسية الأمريكية، بين نيويورك تايمز وواشنطن بوست. لا يصعب تحقيق هذه المنزلة في نظام سياسي مبني على انتخابات محلية وعامة متكررة وبوتيرة عالية والحاجة الى الأموال لتنظيم الحملات الانتخابية. يروج ايباك نفسه كما ترى إسرائيل ذاتها أي من خلال تزوير حقيقتها. لم يكتف بإخفاء الاحتلال وانما حرص على انكار العرب الفلسطينيين داخل إسرائيل متهربا من ومتقمصا لعنصرية وأبارتهايدية إسرائيل.


برز تأثير ايباك وغيرها من المجموعات الأمريكية الصهيونية مجددا عند اصدار كتاب لباحثين أمريكيين عن تأثير اللوبي الصهيوني على السياسة الخارجية ألأمريكية في العام 2007. لم يقل النواح عند نشره عن الثرثرة الصخبة من السنة السابقة التي عارضت كتاب الرئيس الأمريكي جيمي كارتر فقط لأن عنوانه قرن بين إسرائيل ونظام الابارتهايد. يستحق تفكيك نفاق اليهود الأمريكيين الليبراليين جهدا ما ابتداء من مارثا مينو العميدة السابقة لكلية الحقوق في جامعة هارفرد ولها انتاج أكاديمي فضفاض بعضه جدير بالقراءة ولكنها في السياق الاسرائيلي تحتذي بجولدا مئير وصولا الى ممثل اللاشيء جيري ساينفلد.


يحج السياسيون الامريكيون الى مؤتمر ايباك بشغف مبتذل. يشمل الحضور ليس فقط هيلاري كلينتون، دونالد ترامب، والبليونير رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ وهو من أعتى الداعمين لاسرائيل، وانما سياسيون يعدون تقدميون في الحزب الديمقراطي الأمريكي لا يختزلهم باراك أوباما، حكيم جفريس، وكامالا هاريس. صادق بايدن بكبرياء على تصنيفه كصهيوني في مؤتمر ايباك من العام 2009 الذي دعم كل قانون او قرار برلماني أمريكي لصالح إسرائيل منذ العام 1973. يؤمن بايدن ونائبته هاريس بأن إسرائيل جنة عدن في منطقة متخلفة كانت بأمس الحاجة لها. محاولة تنظيم جي ستريت موازاة ايباك لم تلقى نجاحا يذكر وكرست دونية المسألة الفلسطينية بعد اقتصارها الى موضوع نقاش صهيوني – صهيوني داخل الولايات المتحدة على هامش مركزية إسرائيل.


عارضت الولايات المتحدة ابان إدارة أوباما في مجلس الأمن محاولتي السلطة الفلسطينية نيل صفة الدولة عامي 2011 و2014. ضغطت عليها من أجل التخلي عن محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها والموثقة في تقارير دولية. تباهت وزيرة الخارجية كلينتون بحثها الفلسطينيين على التراجع عن حقوقهم. تفوقت ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامانثا باور على غيرها من الساعين أو الساعيات الى وظيفة دبلوماسية عندما نفت نقد بسيط سابق لإسرائيل لكي تتحاشى أي مواجهة محتملة مع اللوبي الصهيوني قبيل تعيينها في منصبها. قد يثبت الانحياز المطلق في وزارة الخارجية الأمريكية تأثير الدعاية لاسرائيل، لكنه يبرهن أيضا جهل السياسي الأمريكي المتوسط وانتهازيته.


فيما يتعلق بفلسطين كان ترامب أكثر الرؤساء الأمريكيين صهيونية بفضل تأثير شلدون أدلسون المادي المهيمن داخل الحزب الجمهوري. مع شلدون أدلسون لا حاجة لايباك الذي ينشط في الحزبين الجمهوري والديمقراطي. بليونير الكازينوهات أدلسون لديه قضية واحدة فقط غير مشروع القمار ألا وهي إسرائيل. حفز صاحب وممول صحيفة "يسرائيل هايوم" الليكودية اليومية والمجانية سياسة استثنائية من حيث ضغط الإدارة الأمريكية على الفلسطينيين لكي يتنازلوا عن حقوق الشعب الفلسطيني. وتضمنت انهاء المساعدات الإنسانية الأمريكية للفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، الامتناع عن تمويل مؤسسة الأمم المتحدة التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين (UNRWA)، والاعتراف بالقدس كعاصمة إسرائيل وبالمستوطنات ككيانات قانونية ضاربا القانون الدولي عرض الحائط. تبطل اجراءات الإدارة الأمريكية مسبقا خطة ترامب للسلام سميت صفقة القرن أو الفيل. يفتقد اعلان ترامب بأن الجولان السوري المحتل منطقة إسرائيلية الى أي معنى قانوني وما هو الا جزء من سلسلة القرارات السابقة غايتها ابتزاز تنازلات من الفلسطينيين لصالح إسرائيل.


بذلت الولايات المتحدة جهدا استثنائيا مسخرة امكانياتها المالية والعسكرية وعلاقاتها الديبلوماسية لتعلن عن سلام أو تبادل لمكاتب دبلوماسية بين إسرائيل ودول لم تحاربها كالامارات، البحرين، السودان، والمغرب مقترفة خروقات جسيمة إضافية للقانون الدولي. ألغت إدارة ترامب الاتفاق بصدد حق ايران في انشاء مفاعل نووي الذي تم التوصل اليه خلال ولاية الإدارة الامريكية السابقة مضمونه تخفيف العقوبات الاقتصادية وليس ازالتها مقابل تكثيف الرقابة الدولية، وسارعت في فرض العقوبات ثانية. لا يمنع القانون الدولي انشاء مفاعل نووي وإسرائيل تتمتع بحصانة غير مبررة من قبل الولايات المتحدة إزاء سلاحها الفتاك غير المعلن وغير المراقب. لا شك بأن هدف النشاط ألأمريكي الدبلوماسي الغليظ والمخالف لأبسط المعايير الدولية في المنطقة تصعيد تضييق الخناق على الفلسطينيين متجاوزا ما هو معهود أمريكيا. أما مواجهة ايران فهي مستمرة منذ اسقاط نظام الشاه في العام 1979 وبوسائل مختلفة.


بايدن، أمريكيا، يمين أوباما. والأخير ليس بالضرورة مؤيدا للفلسطينيين وفقا لحساباته السياسية داخل الولايات المتحدة ومواقفه العينية خلال فترة رئاسته هو ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون. مستشار بايدن للأمن القومي جيك ساليفان ووزير خارجيته انتوني بلينكين من أتباع هيلاري كلينتون التي تضاهي بايدن هتافا لاسرائيل في الحزب الديمقراطي. ماذا علينا أن نتوقع من ادارة بايدن؟ المزيد من كلينتون. أي استمرار دفع الفلسطينيين الى التفريط في حقوقهم.


الصمود فحسب لا يكفي. يجب مزاولة المعارضة الفاعلة، التشبث بالحقوق، وتعرية سياسة الولايات المتحدة الخارجية وحليفتها المركزية في المنطقة اسرائيل.


[1] Dan Weil, “Summers Sounds the Alarm”, Wall Street Journal, 8 September 2019; Panic: The Untold Story of the 2008 Financial Crisis, HBO, 2018.

[2] John Le Carre Interview with Charlie Rose, Charlie Rose Show, 1 July 1993; Wesley Clark interview with Amy Goodman, Democracy Now, 2 March 2007.

10 views0 comments

Comments


bottom of page